الحجاب...مظهر أم جوهر ؟

المقدمة..

ما زلت أؤمن دوما أن صاحب القضية_أى قضية_هو أقدر الناس على توضيحها و شرح مقاصدها و اظهارما خفى من جوهرها و مكنونها ، و لأن الحجاب قضية تمس المرأة فى الاسلام بأكثر مما تمس الرجل فإن هذه الكلمات ليست إلا فى مقام الرأى المتواضع الذى أسأل المولى عز و جل الاخلاص و الصدق فيه لعله يقع على قلوب طيبة_وما أكثرها_ فتثمر فيه شجرة الإيمان بالخير إن شاء الله J .

 

نظرة أعمق؟؟.

إن من أصعب الأشياء على النفس هو أن تكتم بداخلها شئ من التميز أو التفوق حباها المولى عز و جل به دون باقى الخلق سواءا أكان هذا الفضل و ليد المنحة الربانية أو نتاج جهد و بذل و تعب أكسب هذه النفس ما يميزها عن أقرانها_و هذا أيضا من منح السماء ، تذكر أن من أسماء المولى عز و جل "الأول" و "الآخر"_فحب الظهور و التميز فطرة بشرية وضعت فينا و جاء الإسلام بأحكامه و آدابه ليهذبها و يصقلها بما ينفع الناس و لا يضرهم و بما لا يولد لديهم البغيض من الصفات كالكبر أو الغرور أو العجب ، و من هذه القناعة تولد عندى منذ البداية أحساس راسخ بالتقدير لهذه التضحية "العظيمة" التى تقدمها الفتاة المسلمة حين تتخذ من الحجاب الشرعى رداءا لها يستر الكثير من ملامح تميزها الجمالى و الأنثوى ، و بالرغم من أن كثير من الرجال ينظرون لهذه الشعيرة الدينية بنظرة الاستهانة إلا انها فى نظرى _بصورتها المثالية_من أثقل العبادات و أعظمها أجرا فى الاسلام.

 

تضحية "عظيمة" ؟؟.

فحين تستر الفتاة الجميل من شعرها ، و تخفى بالواسع_فلا يصف_و غير الشفاف_فلا يرى من خلاله_ من الثياب فتنة جسدها ، حين لا تتخذ من الحجاب زينة فى نفسه_أى لا يكون ملفتا للنظر_، و لا ملابس شهرة_فتعرف بها بين الناس_، حين تتجنب العطور الفواحة_لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية" (رواه أحمد وأبوداود والنسائي) ، حين تتجنب التشبه بالرجال فى ملابسها ، و حين تنجح فى تجاهل الجديد من خطوط الموضة و الأزياء العالمية التى لا تتماشى مع زيها الإسلامى تكون قد قدمت تضحية عزيزة لا احسب أنه قد يوجد مقصد من ورائها يوازى حجم هذه التضحية سوى رضى المولى عز و جل و اتباعا لأمره {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} سورة الأحزاب ، فأختاه الحجاب "فرض"  لا "فضل" .

 

تقديرلمضمون..

لذلك فإن أول ما أشعر به تجاه صاحبات الخمار هو شعور جارف بالتقدير و الإحترام لأنى حين بحثت عن زى تنطبق عليه هذه الشروط لم أجد أمامى سوى الخمار أو صورة عصرية منه هى الإسدال_النقاب يقع فى باب الفضل لا باب الواجب_و لكن هل الحجاب صورة ظاهرية فقط؟؟ ، بالطبع لا فللحجاب مضمون فى غاية الأهمية وفى "رأيى الشخصى" يكاد يتوازى فى الأهمية أو ربما يتفوق فيها عن الشروط الظاهرية ، مضمون لا أجد كلمة تعبر عنه بقدر ما تعبر عنه كلمة "الأنوثة" من حياء الخلق و غض البصر و رقيق الصوت خفيضه و بعفة المقصد وتجنب الشهرة و الاختلاط بقدر ما يمكن كلها سمات أراها من فطرة خلق الله للمرأة و لا تستغرب الآن إلا للانحراف الذى أصاب فطرتنا فأصبح الغريب من السلوك هو "العادى" عندنا.

 

 خاتمة..

أختاه...فلتعلمى أنى _بفضل من الله_ بذلت قصارى جهدى فى تبسيط الأحكام و تيسير الألفاظ و أنى ألتزمت بالحكم و تجنبت الفتوى لأوضح لك حقيقة الحجاب فى الإسلام و ذلك لغيرتى عليك و على نساء المسلمين لا أبغى من وراء ذلك إلا أن تكونى على الحال الذى يرضى الله عنك بإذن الله.

اللهم تقبل هذه الكلمات و ارزقنى أجرها.