Saturday, March 6, 2010

للحق أثمان تدفع


من أكثر الفتن التى يتعرض لها الصف العامل فى الدعوة هو الإحتكاك الحياتى اليومى بين البشر و ما ينتج عنه _بصورة طبيعية_ من مشكلات مثل تعارض الآراء و اختلاف وجهات النظر بل واختلاف الطبائع و الصفات التربوية التى يتمتع بها كل أخ عن الآخر ، ولعل المنجى الوحيد من هذه الفرقة الفطرية هو وجود أطر واضحة و محددة و شرعية لتداول الحوار و تبيان الأفكار و طرح الرؤى بشكل حضارى و راقى يدرء عن الجماعة الوقوع فى شراك تغير النفوس و غرس بذور الحقد أو الكراهية بين أفرادها.

و لكن حتى فى وجود هذه الأطر يظل هناك جانب و تظل هناك نسبة تخرج عن استطاعة أى نظام يطبق أن يحتويها و لكنها تظل فى هامش المقدور عليه الذى _لأصحاب الفهم و العقيدة الصحيحة_يمثل جانبا لكسب مرضاة الله بأن مثلا تلين لأخيك حين يقسو عليك أو أن تطيعه فى مكره لك أو أن تغفر له تقديم سوء نية فى موقف ما ، مع التأكيد أن الأصل هو حسن المعاملة و جميل النصيحة و لطف التكليف و تقديم الأعذار على سوء النوايا.

و للشخصيات الرومانسية ذات النمط شديد الحساسية_التى أظن أنى ربما واحد منها_ تظل هذه النقطة من مواطن الجهاد العظيم مع النفس و التى تؤلم بشدة حين يتعرض صاحبها لمثل هذه المواقف .

و تظل فى سماء هذه الدعوة العظيمة المباركة نجوم تتلألأ بأنوار ساطعة وهاجة هى رجال من أهلها لا تخالطهم إلا وتدهشك كريم طباعهم و حسن عشرتهم و حساسيتهم المرهفة الحريصة بشكل مذهل على مشاعرك و أحاسيسك و التى تقدر معنى العاطفة الانسانية و التى تزن المعاناة الانسانية و آلامها بميزان حساس يفيض على أصحابها بالكثير من الحنان و المودة و الرحمة.

و هكذا هو أستاذى العزيز د.ايهاب ابراهيم - مدرس جراحة المسالك البولية بكلية الطب - جامعة الزقازيق واحدا من تلك النجوم البراقة التى أفاضت على المرء بكريم أخلاقها ، و الذى سلبت منه مباحث أمن الدولة حريته لأنه من هؤلاء الرجال الذين اتخذوا من طريق الإصلاح دربا لهم و لم يقصروا حبهم لأوطانهم فى عبارات رنانة أو مقالات جيدة الصياغة فحسب بل كانوا فى طليعة العاملين فى ميدان الدعوة و الإصلاح و المحبين لهذا الوطن بأعمالهم...أستاذى الحبيب فك الله أسرك...أشتقت إليك

No comments: