لطالما ادهشونى بهذه الطاقة النفسية العظيمة _ بارك الله لهم فيها و حفظها لهم من الزوال _ التى لا تتأثر بأى عارض مهما بدى لك قاسيا يقصم الهمم , لطالما تساءلت كيف تغيب عن قواميس حياتهم كلمات هى أحيانا اطر لا تحيد عنها حيواتنا مثل الحزن , الاكتئاب , الملل أو اليأس . و كلما القيت على أحدهم هذا السؤال أجابنى بما لا يطيب لى خاطرا ولا يسكن لى حيرة حتى اذا اعيانى التفكير و بلغ عقلى منتهى سعيه تلمست لنفسى سبيلا ينأى بها عن مشقة البحث بأن ما هم فيه هو منحة ربانية لم يطلبوها و فطرة جبلوا عليها لادخل لهم فى اكتسابها فقد ولدوا هكذا بهمم تناطح قمم الجبال و تعلو فوق السحاب يعيشون بمعانى للرضى مازال عقلى بعيدا عن ادراكها بعد انفاسى عن السماء أخذت أصور لنفسى انها ربما أقدار الله فى هؤلاء الرجال العظام لأنهم خلقوا لغاية أسمى من أن يصيب رجالها شئ من الهم أو الغم أو الحزن التى يفتك بعضها بغيرهم من بنى جلدتهم , وهكذا مضت حيرتى تسكن تارة بما القيته عليها من منطق خواطرى و تارة أخرى تلومنى على ضعف تفسيرى الذى يدعو الى اليأس بأكثر مما يدعو الى استعلاء الهمة المتراخية . و بينما انا على حالى هذه تلاقت عيناى بقوله عز و جل فى سورة يونس بسم الله الرحمن الرحيم (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ... وهنا توقفت كثيرا أمام "ولا هم يحزنون" و أسرعت عيناى تلتهم ما تلاها من آيات لأرى من هم أولياء الله فوجدته عز و جل يخبرنا وصفهم (الذين آمنوا وكانوا يتقون)...بلى اذا أردت ألا تحزن اذا أردت ان تغيب عن عينيك العواصف السوداء التى تمر بنا بين الحين و الآخر فلا يكفى ايمانك بالله عز و جل وحده بل كان المحك الرئيسى هنا هو" تقوى الله"..تقواه فى السر و العلن فى الظاهر و الباطن أن نبتعد عن ما يغضب الله حتى لو اصطلح بنو البشر كلهم على انه" عادى " أو " كل الناس بتعمل كده "..وهكذا وجدت ضالتى و اجابة سؤالى فى كتاب الله عز وجل و لكن يظل التطبيق العملى الذى يصعد بنا لمراتب هؤلاء القوم جد عسير و لربما كان الحل الوحيد الذى قد يهون على نفسى هذا الخطب ويقوى عزمها أمام وساوس الشيطان ببعد الهدف و طول الأمد هو قول سيدنا موسى_الذى أحبه حبا لايوصف صلى الله عليه وعلى خاتم النبيين_ فى كتاب الله عز و جل "كلا إن معى ربى سيهدين"...اللهم آمين
9 comments:
صدق الله :
(ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
---
وبلوغ هذه المنزلة لا يكون بالتمني
وإنما بكثير من الجهد
وكثير من الابتلاء !
وكثير من الصبر !
---
والله يا عمي انت نجم في اللغتين
استمر
صدقت
وأضيف عليك
و بالصحبة الصالحة تعينك باذن الله
-----------------------
تلامذتك يا فندم
:)
جزاكم الله خيرا
موفق جدا اخي محمد في الربط بين معاني
الحزن والاكتئاب وسدة النفس
وبين الهمة العالية ...
العلاقة وطيدة جدا ...كلما سمت الهمة الى الاعلى حتى تناطح السحاب لم تجد تلك
المعاني السلبية مساحة تحتلها اذ ان
ذلك السمو قد شغل كل المساحات النفسية والعقلية.
كان من الممكن لهذا الرجل الذين زادك
وجوده معك في الصورة بهاءا واشراقا
الى بهاءك واشراقك كان من الممكن له
ان يرضي ان يعيش تقيا يرتاد المساجد
ويدمن الذكر ويشتري دماغه
لكن الرجل كانت همته تتعدى ذلك
كثيرا ...ان يحمل الرجل على الاعناق
اسف ليس على الاعناق بل في (قفه) وهي
شيء بسيط تحمل في الاشياء يحمل الرجل في
عداد الاموات كما ظنوه من شدة
التعذيب الى مدفنه في الصحراء وكاد
يدفن فعلا لولا ان بعض خلاياه قد نبضت
ساعتها ...!!!
اظنها ليست همة عالية
حفظه الله
الله
بالله عليك يااخي لاتحرمنا من روعة البيان عندما تكتب بالعربية
يعني ساعة وساعة
:D
ما شاء لله
جميل جدا ....... اللهم اهدنا
سبحان الله نختلف عنهم كثيرا ، ويختلف زماننا أيضا
ذكرتني بشيخي الجليل محمد صقر
رجال بحق
حفظهم الله
مقالة مية مية
المنشد العام
صدقت ...نفسك ان لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل
مرور كريم
xezo
تحت أمرك يا باشا
جزاكم الله خيرا
:)
نور
ربنا يرزقنا السير على خطاهم
جزاكم الله خيرا
مرور كريم
محمد
جوزيتم خيرا
100 100
:P
اي صدق الله
وكانوا يتقون
حتا وان كان هناك ما يهم وما يغم تراهم في سعاده يصدون ..
اسلوبك اكثر من رائع
جزاكم الله خيرا
مرور كريم كالعادة دوما
Post a Comment