Tuesday, July 14, 2009

يا رب

قد يسيئ المرء الظن بالنفس من باب الورع الحق وقد يسيئ الظن بها لأنه عهدها عند كل باب للشر يطرق ، ماذا يفعل الانسان اذا غلب الشر فيه كل مقاومة للخير؟ ، و بماذا يفيد العلم إن ظل محبوسا فى رأس صاحبه دون عمل يجنى به من ثمار الجزاء الحسن ما يقرب للجنة و يبعد عن النار؟ ، بماذا يستفيد القدر بما وعى من حساء ؟ لاشئ سوى لهيب حرارته !!.

قد نظن أننا ملكنا مفاتيح الجنة بإنتسابنا لدعوة شريفة غالية أو قد نأمن مكر الله عز و جل فينا لأننا حسبنا فى الانتساب لها ما يكفينا نار جهنم و سوء العاقبة و لكن هيهات هيهات فبلا اخلاص للدعوة و بلا عمل صالح لا منجى ابدا ابدا.

عجبا !!...كيف يجتمع لنفس رقى الفهم مع وضاعة التطبيق؟! ، كيف بها تذهل ساعة عن الدنيا لموعظة تهز أركانها ثم تتيه زمانا فى بحار شهوة لا تنقطع عنها؟ ، الشر غالب و الخير يطل برأسه من بعيد كل فينة و أخرى و الدائرة التى يؤمل انقطاعها لا تتوقف ، و يغيب اليسر عن العسر ابتلاءا لنفس تتمنى اليسر دون جهد تنقطع به عما يغضب الله ، نفس أمقت ركودها و سكونها لسطوة الشر دون مقاومة صادقة أو انتفاضة عزم تصر عليها ، ذات رجاء قصير لا يغنى و لا يسمن من جوع.

هداك الله يا نفسى.

2 comments:

فليعد للدين مجده said...

اخي محمد
ليس هناك من طريق غير طريق المجاهدة وبالاصرار عليه يهدينا الله لطريق الفوز والهدي والرشاد
قد وعدنا الله بذلك حيث قال (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)

ولعبد القادر الجيلاني وهو من علماء العراق منذ ما يقرب من ألف سنة كلمة جميلة جدا

كلما أمت نفسا بالمجاهدة أحيا الله لك نفسا أخري حتي تموت وسيفك يقطر من دم المجاهدة

ولا تنسي أن من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن

M.Nassif said...

صدقت أستاذي الكريم...و كما قال الامام الغزالي رحمه الله "إنما شرف النفس ان تكون دوافع العفاف عندها اربي من نوازع الهوى"
و احسب المشكلة عندي ان الميزان قد اختل و أصابه العوج حتى طغت نوازع الهوى علي دوافع الخير...احسب الدنيا قد زاد نصيبها من قلبى عما يجب ان يكون لها فيه و انشغل القلب بالأسباب عن رب الأسباب.
بإذن الله سأعيد ترتيب الأولويات و سنجلس أنا و نفسي نتصارح قليلا لعل الله ان يكتب لنا الخير ان شاء الله
نسألكم الدعاء و اشهد الله انى احبكم فيه كثيرا
جزاكم الله خيرا على وقتكم الثمين