Saturday, January 30, 2010

خــــوف




انتهت حقبة الحياة الطلابية بالنسبة لى و بدأت تظهر على مشارف العمر حقبة جديدة مفرداتها..دعوة و زواج و عمل ، مفردات ترسم معالم الطريق لسنوات عديدة قادمة_ان كان فى العمر بقية_لذلك فهى تمثل كذلك منعطفات خطيرة تثير فى كثير من الأحيان خوفى و قلقى.

ففى الدعوة غابت أعذار الانشغال و المذاكرة و أصبح الميدان مفتوحا لإختبار الفهم و العزم و الرجاء و أصبحت كل غاية تطلبها النفس جلية المنزلة واضحة المقدار و أصبح المراد و الأمل ألا يعلو شئ فوق دعوتى و لكن ما كان الله ليذرنا ندعى قولا كهذا دون ابتلاء و تمحيص و هكذا لاحت فى الأفق الابتلاءات و أطلت برأسها الاختبارات و اصيبت النفس بالهم و الحزن...و الخوف و جابت الذهن الخواطر "هل سأثبت؟" فما وجد الفؤاد جوابا إلا فى سجود بين يدى الخالق يناجى فيه رب العزة "اللهم عافنا و أعفو عنا" و لسان الحال يرجو "اللهم إن قدرت علينا ابتلاءا فثبتنا على الحق و قولة الحق" اللهم آمين.

و فى أمر الزواج عايشت نموذجا لأمرأة أثارت الكثير من إعجابى بذكائها و جمالها وشخصيتها الشفافة الصريحة و لأنها تجيد انزال الأمور منازلها الحقة أدركت أن لأرتباطى بدعوتى أثمان تدفع فصارحتنى ب"خوفها" و صارحتها ب"عزمى" و ناقشتها و ناقشتنى فلما تبين لها نور الحق و أتفق مع فطرة سليمة أجابتنى بما أحببت بل وأخبرتنى أنها ستكون دوما معى تساندنى ما دام طريقى طريق حق و لكن مازال قلبى قلقا عليها أنى ربما حملتها بما لا تطيق ، و تجلدنى ألسن كثير ممن أحببتهم أنى لم أقدم دعوتى كما أدعى أو كما يجب أن يكون ، و عزائى فى هذا كله حب لها ملك على قلبى و تصارح ألزمت نفسى عليه و توصيل الرسالة و الفكرة لحبيبتى قدر جهدى و رجاء من الله أن يقدم لى الخير فى دينى و معاشى و عاقبة أمرى و أن يجعلنى و حبيبتى على النحو الذى يرضيه عنا فما قيمة أى أمر كنا عليه أو سنكون عليه لا يتفق مع مراد الله.

و أما العمل و لكم يبدو هما عظيما فى بلد غاب فيه تقدير العلم و أهله ، حيث تسود قوانين الغاب و التنافس الطاحن فى أغلب مجتمعاته ! ، فأنت بعد 6 سنوات شاقة فى طريق دراسة الطب تخرج لتجد حالة ضبابية شديدة تغيم على الأفق المهنى لك فلا طريق واضح لتتعلم الممارسة الصحيحة التى كنت تحلم بها ولا مرافق تعينك و لا مؤسسات تدربك و لا دعم مادى و لا دعم معنوى و لولا بقية من إيمان فى النفوس لسيطر اليأس على قلوبنا و لكننا نرجو رحمة الله و سنستعين بأسباب النجاح و إن لم ندركه ، بإذن الله سننقب عن العلم و نطلبه أينما كان و سنصبر فى هذا على طول الطريق و مشقة الطلب و سنسعى على أرزاقنا عارفين أنها كلها بيد الله و أنه لن يصيبنا منها إلا ما كتب الله لنا و أما الخوف فنستعين عليه بذكر لله و برجاء من الله و بأعين تنظر إلى ما بعد هذه الدنيا و تلك الحياة...يا رب الجنة.

و إلى لقاء قريب :)

2 comments:

Unknown said...

شكرا يادكتور محمد
:)

ربما لا تسير الدنيا على هوانا دايما ... يمكن ربنا بيصنعنا .. يمكن بيعلمنا

يمكن بيزودنا بالقوة .. لان بجد مافيش مكان لحد ضعيف حتى لو ضعفك ده سببه انه اكتر حد حساس او اكتر حد صادق في مشاعره

بس في الاخر دايما في حكمة لربنا محدش عارفها وبتكون هي الخير بالرغم من الالم اوو المعاناه او حتى تدمير القلب نهائيا

دعواتك ليا كتييييييييييييييير اوي

********

ربنا يعزك
ويوفقك في حياتك ويباركلك فيها

ومتخافش ابدا

طالما عرفت الله

يبقى اوعى تخاف

M.Nassif said...

أعانكم الله و وفقكم الى ما يحب و يرضى
أعجبنى كثيرا فهمك الراقى لحكمة الابتلاء ربنا يثبتك و ايانا على الحق
و سأدعو لك الله بأن يبدلك خيرا مما لم يكن لنا فيه نصيب
جزاكم الله خيرا على المرور الكريم
:)