Wednesday, December 24, 2008

عن الإصــــرار


الإصرار....بذرته هى الفكرة....وجذوره العقيدة ، فإذا أردت الإصرار فى حياتك فأبحث عن الفكرة التى من أجلها تسعى و تكد و تعمل ، فإذا وجدتها فى داخلك و تحسست معالمها فى قلبك وجب عليك إذا أن تنقيها من كل الشوائب والمغالطات التى قد تعلق بها ، لماذا؟ ، لأن الحياة عودتنا أنها لاتعطى شيئا أى شئ بدون بعض الألم و المعاناة و كثير من الصبر و فى هذه اللحظات لو لم يكن لديك الإيمان "المطلق" بفكرتك فكن على يقين أن أول مثبطات العمل لديك ستأتى من فكرتك ، "هل أنا على صواب؟" ، "هل يستحق الأمر التضحية؟" ، و عندها ستبدو هذه الأسئلة حقا مفزعة بما يكفى لجعلك تهرب من الإجابة ذاتها ! ، لذلك كله و لأن "المؤمن كيس فطن" وجب عليك أن تغوص بين ثنايا عقلك تقلب الفكرة و الهدف على كل جانب و تبحث بحرص بالغ عن علامات استفهام او تعجب تسكن مختبئة فى دروب نفسك ، حتى إذا أطمأنت نفسك للفكرة و نجحت فى أن تدفع عنها كل الشكوك و المحاذير المنغصة للاستقرار، فأعلم أنك قد نجحت فى تكوين الدافع عندك و غرست بذرة الإصرار فى نفسك الغرس الصحيح.


"بص يابنى خد بالك من البطارية ، عربية من غير بنزين متمشيش" ، كان قد خرج للتو من العناية المركزة فى سلسلة متتابعة من المعارك بين كبده المتهالك و محاولات الأطباء المستميته لأعطائه سويعات أخرى شعرت دوما أنها لاتمثل لديه هذه القيمة العظيمة التى يستشعر الأطباء أنهم قد منحوها له من بعد إرادة الله عز و جل ، هو أخ كبير من الإخوان المسلمين و لكنه وهو ما أعجب له ليس ممن نالوا الشهرة بينهم ولكنى طالما نظرت اليه بعين أنه هو من ينطبق عليه القول "الأتقياء الأخفياء" فنادرا ما وجدت أحدا أستشعر غيبته و لطالما لازمه الصمت أكثر من الحديث عند حضوره معنا ، والعجيب أن هذا السطر هو أول ما افتتح به معنا الكلام وظل يدور فى فلك معانيه حتى حسبت أنه مع ملامح الإعياء البالغ على وجهه يجمل فى حديثه وصيته إلينا _اللهم بارك لنا فى عمره و ارحمه برحمتك يا كريم_ ومن ثم ظلت هذه الكلمات ترن فى أذنى ، فالإصرار الذى نزعم أننا نبحث عنه هو فى النهاية عاطفة بشرية تتعرض كباقى هذه العواطف للفتور و الضعف ، فكان السؤال...كيف أحافظ على اشتعال الإصرار بداخلى؟


بالصلاة فى أوقاتها ، و قرآءة القرآن ، و المحافظة على الأذكار و الأوراد ، و السعى خلف النوافل و ادراك ما يستطاع منها ، لأنها هى غذاء الروح و مصدر الطاقة النفسية العظيمة التى نبحث عنها لنبقى جذوة الإصرار فى نفوسنا ، و لا أبالغ أبدا حين أزعم أنها مصدر المحافظة على كل العواطف البشرية التى تنتابنا المخاوف فى أن نفقدها مع الوقت ، فكم من أمثلة رأيتها و عرفتها لأزواج ظل الحب بينهم قائما كيوم ولد لركيعات قاموها سوية قبل الفجر يتبادلون فيها الدعاء لبعضهم البعض ، و لا عجب فى هذا أبدا فالإسلام الذى ارتضاه المولى عز و جل لعباده دينا لم يكن ليغفل مثل هذا الإحتياج الإنسانى الشديد للطاقة النفسية التى تقوم على كاهلها كل مساعى الحياة_بقالى سنين نفسى أكتب بوست عن "شمولية الاسلام" و مش عارف !!_ فكن على يقين أنك إذا حرصت على سقاية بذرة الإصرار لديك بهذه الهبات الربانية فستكبر لديك شجرة الإصرار وارفة باسقة الأغصان لا تضرها الرياح العواتى....مهما أشتدت.


ولكن هل لهذه الشجرة آفات؟ و هل هناك ما قد يطفئ جذوة الإصرار بداخلنا؟



2 comments:

آلاء محى said...

فكن على يقين أنك إذا حرصت على سقاية بذرة الإصرار لديك بهذه الهبات الربانية فستكبر لديك شجرة الإصرار وارفة باسقة الأغصان لا تضرها الرياح العواتى....مهما أشتدت


كلمات رااااااائع وتفكير سليم

جزاكم الله خيرا

M.Nassif said...

جزانا و اياكم
مرور كريم
:)